الخميس، 22 سبتمبر 2011

الدوخة هي الحبّ ..


تقضم أظافرها بعد كلّ نصّ ينتهي بها إلى عينيه اللوزيّتين .. هي المغيبة تماماً في عالمه ، تتظاهر في حياتها بحياة اعتياديّة جداً ! متناسية أنّ استحضاره من الغياب مرهق ، وأن تغييب العالم كأشباح عندما يكون حاضراً ضرب من الجنون ..
هي التي تخلق لنفسها من أشيائه جناحان صغيران بلون النور ، ترتفع خطوة عن الأرض ، وتمتلئ سعادة لأنّ ثمة من يعتني بقلبها جيّداً ..
هي التي تدسّ قلبها كلّ ليلة في يديه ، في عنقه وفي لون شعره ، في نبرة صوته الفيروزية وقلبه الطيّب .. وتظنّ أنّ الحياة ستكون بخير ، لأنّ حبّها أشبه بالنور ، بالأغنيات ، أشبه بالنوارس وباللون الأزرق ..

تشبهه ، تخبره كلّ ليلة عن الحياة وتخبر الحياة عن بعضه ، هو الذي يستحيل اختزاله في حديث واحد "مهما طال" ! ليفاجئها الأرق وينفضها الصباح قبل أن تنهي تشذيب صوتها !
يفضحها جوعها للنوم ، أظافرها المتآكلة ، ابتسامتها الشقيّة ، وتلك النظرة الطويلة في عينيها .. التي تخبره أنّه استثنائيّ ! عصيّ على الحضور والنسيان والكتابة ، وأنّ ظلاله هو ما يجعلها أنثى ، ومراسم استحضار اللوز في عينيه كلّ حنين هو ما يجعل إنسانيّتها ترضيها ، تخبره أنّه صديقها الطيّب الذي يجعلها تحتمل هذا العالم المضجر ، أنه روحها الذي ما كانت لولاه !
تعلّق عينيها في لوزه ، كاعتراف مبطّن لـ نفسها بالحبّ لتشعر بالرضى ، ليثمر اللوز في قلبها ، ليبتسم هو نصف ابتسامة ، لتستلذّ بدوختها الغير مبررة ! بالصوت الذي يغنّي في قلبها ..


تلك الصبيّة لما استيقظت من غيبوبة الكتابة عنه / له .. وجدت أصابعها العشرة ناقصة ، وجدت نفسها فاقدة صوتها ! وجدت النوارس تسكن شبّاكها وتغنّي ..