الأحد، 3 يناير 2010

أين يفترض بالصديق أن يقف في مواجهة الحب ؟!





كان من الأحاديث الموجعة التي تستهلك فيها قدرتك اللغوية حتى آخرها ، ذلك الذي تفقد بعده رغبتك في قول أي شيء .. تلك الأحاديث التي ترسمها في عقلك وتعيد الحوار فيها كل مرة ..
حين غيرت الكلمات التي تحزنك ، أو تؤذيك أو ربما توجعك .. لم يتبق عندي ما أحكيه !

لم تواطأت الأشياء ذلك المساء لجعل العتاب أكثر ليونة بالنسبة لك ؟!
ك صديق ، لم يكن يفترض بي أن أقف صامتاً وأدع الحب يسير بك في منحى آخر بعيداً جداً عن جمالية اسمه وتصورك / تصورنا له !

لم أكن لأدع الحب يسرق من عينيك ما افتقدته فيهما ذلك اليوم ، لم أكن لأدع الحب يبكيك بهشاشة ، وأظل صامتاً !

الحب الذي نعرفه لا يضعك أمام خيارات موجعة ، لا يكسرك ، لا يفقدك أصدقاءك شيئاُ فشيئاً !
الحب يجعل عينيك تلمعان / قلبك يخفق بنشوة لذيذة .. لا دمعاً وحزناً !
الحب يبقي أطرافنا باردة لأننا نحب ليس لأننا نخاف !

لا يفترض بالحب أن يجعلنا أكثر تعاسة !
.
.
.
.
.
.
.
* الصورة لـ نافورة تريفي في روما .. هناك شائعة تقول أن من يرمي قطعة نقدية في النافورة تتحقق له أمنية ، وبعضهم يقول أن من يرمي قطعة نقدية سيعود لإيطاليا مرة أخرى ..

الكتابة فعل "استجدائي" لأبعد حدّ ..





هل تدرك الشعور الذي ينتابك حين تتكوم الانكسارات عند باب روحك ولا تجد متسعاً للتنفس إلا من خلال الوحدة ؟! الوحدة المرة .. ساعة تصدّ أحبابك وأهلك وأصدقاءك وتختلي بحزنك الذي تعب ، تعب التنفس من خلال فتحات غاية في الضيق ..

قد يتعفن الحزن ويتحول لشيء غاية في البشاعة إن لم نملك الشجاعة للاعتياد على أن نتنفس من خلاله !


أخبرني صديق : حتى حزنك مرهق !

لديك قلبٌ لا يقبل بأنصاف الحلول ، إما أن تتعلم كيف تشفي جراحك أو تعتاد التعايش معها .. كم حزناً تحمل أصلاً ؟!

الكثير ... أنت تملك روحاً بكاءة تستلذ الحزن ..


ما الذي يميز حزناً عن غيره ؟!

آممم ، كلها أحزان في النهاية !


إلا أن ثمة حزن فوق الكتابة ، يرهقك ولا تختصره الكلمات .. حزن لا يمكنك البوح به لـ صديق !

ثمة حزن نخجل منه ، وآخر يبكينا وينتهي الأمر !


أن تبقي على قيمتك الإنسانية من خلال الكتابة ، أو بمعنى : أن تبقى معلقاً بالحياة من خلال الحزن .. أكثر الأمور مثاراً للسخرية !

الكتابة فعل "استجدائي" لأبعد حدّ ..

أنت تطلب من حزنك أن يتشكل كما تشاء ، بطريقة تناسب مزاجك وقلبك وجرح أحبابك .. ولا يكون الحزن طيعاً في جميع الأحوال !


بين الانكسارات التي تبقي إنسانيتنا بخير ، وبين تلك التي ترمينا تحت الكتابة .. علينا أن نحذر أين نضع قلوبنا !