السبت، 6 نوفمبر 2010

Paula


جرّب أن تكون مصاباً بالخفّة لـ درجة تستطيع الوقوف فيها على الماء ..
جرّب أن تعبر فوق الدنيا دون أن يشعر بك أحد ، دون أن يثير شيء ما جنونك ، دون أن تمارس الحياة على أنها حياةٌ مطلقة !
جرّب أن تموت أحياناً ، أن تسقط من مكان غاية في العلو .. وتبتسم ببلاهة !
أن تفقد أشياءك الثمينة ويمضي يومك كأي يوم اعتيادي آخر !
جرّب أن يموت أصدقاؤك وتقف في جنازتهم تحدق في لا شيء !
جرّب أن تموت أحلامك واحداً تلو الآخـر / أن تختنق / أن تخرج من الحياة ... وكأن شيئاً لم يكن !
جرّب أن ترتدي حنيناً لا يخصّك .. أن تفتعل فرحاً لا يعنيك ، أن تبتلع غصّـة توجعك ..
جرّب أن تخبئ حزنك عن الأصدقاء ، أن تلبس قلب أحدهم وتمضي .. أن تمارس الأشياء الحميمة وكأنها ليست لك !

جرّب أن يغافلك الوجع كلّ شتاء ، ثم تنتظره العام القادم بـ شغف !
جرّب أن يخونك نوفمبر كلّ عام ، ورغم ذلك تحتفي به ... تنفخ الشمع المرصوص بعناية على كعكة شوكولا صغيرة ، وتطلق أمنيات لا معنى لها ، وحدك من بينهم تدرك أن لا معنى لها .. لأنهم "الباقين" لا زالوا أطفالاً يعلقون الأمل قلائد على أعناقهم ، ويظنون أنّ الحياة جميلة كفاية لـ تسقط معجزة على حزنهم وتشفيه ..
جرّب أن ترغب في أن تخلق لأحدهم فرحاً يليق به .. فلا تقدر !
جرّب أن تحتضن طفلت البعيدة ، التي أصبحت أكـثر جمالاً ودهشة .. التي صارت الأشياء الجميلة فيها تمتدّ حتى تلمس أطراف يدك فـ تدرك أن الشتاء استوطنك وهي ليست هنا !
جرّب أن تسمع ضحكتها الشفافة وتخفي عنها صوت بكائك !
جرّب أن تغمض عينيك ، وعينيها ، وتحتضنها وتغني بـ ارتباك ، وتغصّ بعبرتك لأنك لا تستطيع إخبارها بأنك تحبها كثيراً ، وبأنّ كلّ الأشياء ستكون بخـير ..