الأحد، 27 مايو 2012

ظلّ ..



يمكنني القول بأنّي أفتقد الظلّ الذي أكتب له رسائلي ، الظلّ الذي يفجعني غيابه كلّ ليلة ! وتخيفني هشاشة وحدتي بدونه ، ويخذلني امتداده الطويل أمامي منكسراً على أقرب "عابر" !
أنا لمّا يتخلّى عنّي ظلّي .. أغرس قلبي بجانب شجرة ياسمين وأبكي ، ولمّا تزهر الشجرة أقطف لك ياسمينة فيها قلبي وربيع عمري وأخبرك أنّي أحبّك أكثر ..

أن تنمو في الناحية الجافّة من قلبي ثمرة حزن طريّة ، ولا يسقيها سوى بكائي .. يعني ذلك أنّي وحدي كفيلة بحزني هذا ، وأنّي قادرة على نفخ خريفه الأصفر الذابل متى كنت بين يديك .. وأنا حين أقول "وحدي" تعلمين جيداً أنّ هذا يعنيك أيضاً ! أنا التي أنبت من قلبك الطيّب ، وتتئكين علي ..

أنا شجرتك الليّنة التي تنبت النور ، غصنك الطريّ ، وظلّك الذي يحيّره الضوء الذي يخرج من فمك فـ يمتدّ إلى قلبك ويغرس عمره هناك ..
أنا الصبيّة التي تقف في الصدفة التي عجنها المطر ، في البقعة التي تكونين فيها أقرب إليها من قلبها الصغير ، أنا شجرة ياسمينك ، التي أصلها ثابت وفرعها في السماء ..
أنا التي أحبّك كثيراً … أغرس كلّ ما أملكه في قلبك وأضمّك إليّ لتستظلّي بظلّي ، ظلّي الذي امتدّ معك طويلاً حتى ملأني النور ، وغمرني قلبك ، ولفظني الحزن بعيداً عنه ، وأدركت الحياة ألا جدوى من إيذائي وأنا لك ..
أنا شجرة بيضاء لونها ، تنبت قناديل ، يتكئ عليها قلب من نور ، ويحيطها الضوء من كلّ اتجاه حتى خسرت شيئاً واحداً : ظلّها !