الثلاثاء، 14 ديسمبر 2010

كأنها تُـنتزع ،

هو فقط يشعر بأن دمه أصبح بارداً !
هو فقط يقف ويمدّ يده فتخرج بيضاء .. يجرها أبعد ما يكون عن وجهه المرتعب ، وينظر إليها وهو يفكر في أيهما سيكون أسوأ ؟! أن يكون ميتاً ؟! أو أن يكون هذا أحد الأحلام النورانية التي يراها كثيراً مؤخراً ؟!
هو فقط يجمع الهواء المحيط برئتيه ، يملؤ به صدره ، وينحني لـ ينفخه أمام قلبها الذي يشعر بالخوف ..
يظنّ أنّ التنصّل من الموت قد يصبح بهذه السهولة !

الكثـير من الأشياء هنا باردة .. لدرجة أنّ الحياة تبدو كأنها راحلة من قلـوبهم عمّا قريب ، أو كأنهم عائدون من الموت ، أو ربّما كأن أحدهم يحاول أن يمنح حياته للآخر ، لأن حياته لا تليق به ، ولا تروقه ! لأنّ كلّ الحيوات لا تكون مكتملة إلا بالأشياء الصغيرة التي يمنحها أحدهم للآخر "ولو عن طريق الصدفة" ..
لأن ثمّة وجه تراه جيداً "وإن كنت أعمى" ، ولأن أحدهم لا يزال قلبك معه .. لأنّ أحدهم سينظر إليك يوماً ما وينفخ في صدرك أعياداً كثيرة ..

كلّ المارّين هنا يحملون نفس الملامح ، نفس الذاكرة ، نفس الأصوات ونفس القلب ، كلهم لا يدركون وجع أن يموت صديقك أمامك ! أن يرحل من خلال موت مخيّر .. تصنعه لنفسك ثمّ لا تستطيع الرجوع إلى الحياة ! كأنّك تلمس الحياة من خلال زجاج سميك غاية في البرودة .. كأنك تنادي أولئك الأصدقاء ولا أحد منهم يلتفت ، لا أحد منهم يسمعك !
حتى إذا ما أدركت أن بينك وبينهم برزخاً ، مددت يدك فإذا هي زرقاء متجمد أطرافها !
من المثير للسخرية أن لا تزال تموت بينما أنت ميت أصلاً ! أن تظلّ ترى الكوابيس وتستيقظ فزعاً من نومك ، أن تشعر بالبرد ، أن يوجعك الحنين ، أن تبكي !
كلّهم أنظر لهم في "حياة" من خلال ذلك الزجاج ، لا أحد منهم يلتفت لي / لا أحد منهم يغضّ الطرف عن سوأة حزني ! وتغرق عيني وأنا أغصّ بحديث لهم : أنتم لا تفهمون !


لم التقينا الآن ؟!
بعد أن انكسرنا على ألف عكاز ، بعد أن وطأنا ألف قلب ، بعد أن تكدست فينا ألف ذاكرة ؟!
لم عادت كلّ الأشياء مرة واحدة ؟! في الوقت الذي ظننا فيه بأنا شفينا ، وأنا نجونا من الغرق في الأغنيات والرسائل والأشياء المجنونة !
لن أخبر أحداً بأني لا أزال أحبّك أكثر من أي شيء ، لن أخبرهم بأنّي في كلّ عيد أخبئ لك شيئاً من قلبي ، شيئاً ليس من حق غيرك أن يملأه بالفرح ! لن أخبرهم بأني كلّ شتاء أجمع الغيم وأكدّسه عند شباكي .. وأنتظر عصفوراً فيروزياً يتكون ليصبح طائراً صباحياً من أجلي ، لن أخبرهم عن الموت المخيّر ، وعن الرحيل الكلاسيكي ، والحزن العتيق !
كلهم لا يفهمون يا صديقي !

الجمعة، 3 ديسمبر 2010

لا يصلح لشيء ، حتى للتمنّي ..



في حياةٍ كنتُ فيها صغيرة جداً ، للدرجة التي أستطيع فيها رؤية النجوم حين ترفعني أمي .. كنت أحتفظُ بصندوق أمنياتٍ معدنيٍ ورديّ اللون .. أخبرتني صديقتي أن أخبئ فيه أمنياتي وأدفنها لتتحقق .. وكنت أرى نجماً يسطع بألوان أخرى "غـير البياض" .. ولم يصدقني أحد !
لم أكن أدرك وقتها أنّ النجوم لا تحمل ألواناً ، وأنّ الأمنيات قد لا تتحقق بالضرورة لمجرّد أنها أمنيات .. لم أكن أدرك أيضاً أن دفن أمنياتي كان نبؤة سيئة لما يمكنُ أن يحدث !
في تلك الحياة .. كنت أظنّ أنّ كلّ الحديث الذي تنتظره من أصدقاءك سيأتيك في بريدٍ أنيقٍ يحمل رائحتهم ، بريد يدسّه أحدهم تحت بابكَ وهو يبتسم ، كنتُ أظن أنّ أولئك الذين يملكونَ أنوفاً حمراء ويلعبون بالكرات بمهارة لا يمكن أن يبكوا أو حتى يشعروا بالحزن !
كنتُ أظنّ أن الموت لن يعـبر مني قريباً جداً هكذا ، ولن يجرحني أو يخيفني لأنه يلمس أطراف قلبي ! وأني لن أعجزَ عن النوم يوماً لأني أخاف أن أستيقظ وأدرك أنّ الموت كان هنا !

في حياةٍ أخرى .. لم أر تلك الرسائل التي تنزلق من تحت بابي لتخبرني أن أحدهم لا زالَ يتذكرني ! لم أصادف حتى رسائلَ تحمل شيئاً يشبههم !
رأيتُ أحدهم تغرقُ عيناه ، ويذوبُ أنفه الأحمر من البكاء .. رأيت الموت أقرب إلـيّ من حبل الوريد .. الموت الذي يأخذك كلّ مرة ويعيدك إلى حيث كنت ، الموت الذي يجعلني أحاولُ بتعبٍ رفع قدميَّ في حفرة عميقة من الطين اللزج ، فأغرقُ فيه في النهاية مهما فعلت !

الآن أحتاجُ إيماناً عميقاً لأدفن أمنياتي .. لأرفع قلبي وأخـبره : أنا ضعيفةٌ يا الله ! أحتاج لأن أتنفس ، أحتاج لـ حياةٍ جميلة !
أحتاجُ لأصدقاءَ يمسكون يدي .. أحتاج صوتاً يخبرني كلّ صباح بأنّ الأشياء التي أخشاها ستتبخر / ستموت ، صوتاً يزرع فيني يقيناً بأني سأكون بخير .. بأني لن أختنق ببكاء لا يلون أنفه !
أشعر بالـبرد يا الله ، وأنتفض حين أسمع حديثك .. أحتاج أن تزرع في قلبي طمأنينة لا تجعلني "في كلّ مرة يمرّ فيها الموت قريباً مني" أردد في داخلي : وأنا يا ربّي ؟!!

أحتاج لأمنياتٍ لا أضطر لنبشها من قبرها بعدَ عام !



أسوأ ما في العمرِ أنه يبدو أكثر زيفاً كلّ عام .. أنّ كلّ الأشياء التي كنت تعتمد عليها تصبح هشّة ! حتى الذي كنت تعلم أنه هشّ من الأساس … يصبح لا شيء !
أسوأ ما في الطفولة أنهم يخبرونك أن الحياة ورديّة ، وأنّ أحلامك التي تلفها في صندوق وتدفنها ستنمو كـ شجرةٍ توت وسوف تستلذ بثمارها ..
هم يخبرونك أنّ الأعياد هي قطع فرحٍ استثنائية جداً ! وأنّ الشتاءَ لا يحتاجُ أكـثر من قطعة ملابس إضافية لتبقيك دافئاً .. يخبرونك كلّ ليلة أن كلّ الأشياء ستكون بخير .. كلّها !
وأنت تقف على أصابع قدميك ، تفتح فمك الصغير مبهوراً بتلك الحياة التي يتحدثون عنها .. ترفع نفسك حتى تطلّ على الدنيا اللذيذة التي تشبه قطع الجنّة !
وما إن تكبر حتى تكون قادراً على رؤيتها من خلال عينيك .. ستدرك أن الطفولةَ شيءٌ مقيت ! وأنك صرتَ مشوهاً بعد أن كبرت ! وأن قلبك انطفأ ، وأن كلّ الأشياء سيئة في هذه الدينا .. ليس كما أخبروك !
سيأتي الشتاء وأنتَ ترتجف ، ستشعرُ بأنك فارغ من الداخل ، وأنّ في قلبك جرحاً بحجم يـدِ أحدهم .. يدٍ لن تمتدّ إليك على أية حال !
ستدرك أن الغصّة المجنونة التي يحدثها دسّ  يـد صديق في يدك .. ما هي إلا قطعة توت من المفترض أن تستلذّ بها .. لا أن تشعر بالوجع !
سترى ذات صــباحٍ باردٍ أن صندوق أحلامك الوردي أصبح "بعد كلّ هذا العمر" صدئاً لا يصلح لشيء ، حتى للتمنّي ..

السبت، 6 نوفمبر 2010

Paula


جرّب أن تكون مصاباً بالخفّة لـ درجة تستطيع الوقوف فيها على الماء ..
جرّب أن تعبر فوق الدنيا دون أن يشعر بك أحد ، دون أن يثير شيء ما جنونك ، دون أن تمارس الحياة على أنها حياةٌ مطلقة !
جرّب أن تموت أحياناً ، أن تسقط من مكان غاية في العلو .. وتبتسم ببلاهة !
أن تفقد أشياءك الثمينة ويمضي يومك كأي يوم اعتيادي آخر !
جرّب أن يموت أصدقاؤك وتقف في جنازتهم تحدق في لا شيء !
جرّب أن تموت أحلامك واحداً تلو الآخـر / أن تختنق / أن تخرج من الحياة ... وكأن شيئاً لم يكن !
جرّب أن ترتدي حنيناً لا يخصّك .. أن تفتعل فرحاً لا يعنيك ، أن تبتلع غصّـة توجعك ..
جرّب أن تخبئ حزنك عن الأصدقاء ، أن تلبس قلب أحدهم وتمضي .. أن تمارس الأشياء الحميمة وكأنها ليست لك !

جرّب أن يغافلك الوجع كلّ شتاء ، ثم تنتظره العام القادم بـ شغف !
جرّب أن يخونك نوفمبر كلّ عام ، ورغم ذلك تحتفي به ... تنفخ الشمع المرصوص بعناية على كعكة شوكولا صغيرة ، وتطلق أمنيات لا معنى لها ، وحدك من بينهم تدرك أن لا معنى لها .. لأنهم "الباقين" لا زالوا أطفالاً يعلقون الأمل قلائد على أعناقهم ، ويظنون أنّ الحياة جميلة كفاية لـ تسقط معجزة على حزنهم وتشفيه ..
جرّب أن ترغب في أن تخلق لأحدهم فرحاً يليق به .. فلا تقدر !
جرّب أن تحتضن طفلت البعيدة ، التي أصبحت أكـثر جمالاً ودهشة .. التي صارت الأشياء الجميلة فيها تمتدّ حتى تلمس أطراف يدك فـ تدرك أن الشتاء استوطنك وهي ليست هنا !
جرّب أن تسمع ضحكتها الشفافة وتخفي عنها صوت بكائك !
جرّب أن تغمض عينيك ، وعينيها ، وتحتضنها وتغني بـ ارتباك ، وتغصّ بعبرتك لأنك لا تستطيع إخبارها بأنك تحبها كثيراً ، وبأنّ كلّ الأشياء ستكون بخـير ..

الثلاثاء، 12 أكتوبر 2010

أشتهي ... كلماتنا الصغرى ،



أحدهم ينفخ الشتاء في صدركِ قبل موعده .. يسرقكِ للـبرد ، إلى ذاكرة كانت ملكك "تماماً" في شتاء مضى ، بكلّ تفاصيلها المتقنة للظهور ، بارتعاشة الصوت الذي يشعر بأنه يتجمّد ، بالأغنيات التي تصل من مكانٍ بعيد ، بنشوة الكوب الدافئ بين يديكِ .. وانت تجذبين أكمامك لتختبئي عن إسقاطات الذاكرة !

في الصباح الذي كان صديقٌ ما يحاول فيه الوقوف دون أن "ينتظـر" شيئاً ..
ذلك الصباح الذي أدرَكَ فيه .. بعد أن رأى قلبه يتساقط أمامه ، أنه لا يجدر به أن يضع قلبه بين أيديهم "أو حتى تحت أقدامهم" قبل سقوطهم بـ نبضة ، وأن عليه أن يحبّه كثيراً ، كما تفعل هي ..
المثـير للحزن حقاً .. أن سقوط الأشياء من قلبه جعله غير قادرٍ على الرؤية ! وحين التقى بالصديق الآخـر ، الصديق الوحيد المتبقي ليحبه على هذه الأرض .. لم يدرك أنه هو الآخر وحيد أيضاً ، وأنه يكون أكثر حزناً في الأيام الباردة !
لم يكن يدرك أنه يحبّ وحدته لهذه الدرجة ، وأنه اعتاد عليها حتى صار يخبئ نفسه عن الأصدقاء ، وأنه يخاف أن يخسر النبض الأخير الذي يعرفه من قلبه .. يخاف أن يعرف صديقاً يغير فيه حزناً ما ، فيعود غريباً حتى على نفسه !
هو فقط يخاف كثيراً أن يخذله صديق ، يخاف أن يراه يبتعد خطوة أخرى تكون إلى الغياب أقرب .. يخشى أن يبدو بتلك الهشاشة أمام نفسه وأمام صديقه .. ليقدم له "في كلّ مرة يشعر به قاب غيابين أو أدنى" كوب قهوة وأغنية بصوت جرّحه البرد ، وحتى قطعة من قلبه إذا لزم الأمر !

ربّما نحتاج لأكــثر من صباح بارد ، وقلب موجوع ، ورائحة قهوة ، ومطــر .. لنخبر صديقاً غريباً عنا بأننا نشعر بالوحدة !
نحتاج لأكثـر من ابتسامة غائبة ، وأخرى تشبهها ، ليحتضننا أحدهم .. ونظلّ نشعر بالدفء حتى بعد أن يبتعد ، ويمر من خلالنا هواء غاية في البرودة .. يخبرنا بسخرية أن كلّ الأشياء في القلب ضبابية ليس إلا ، وأننا لا نملك من الحبّ ما يكفينا حتى الغـد !



* يا صديقة الخيبات … لا زلت أتذكر "تماماً" أين وضعت يدي حين احتضنتك ..

الثلاثاء، 5 أكتوبر 2010

5 October


يحدث أن تمتلئ ثقوب الذاكرة بأغنيات أخرى غير التي اعتدنا الاستيقاظ عليها ، بصوتٍ آخـر مختلف .. حتى يستحيل الصوت في الأغنيات القديمة شيئاً أقرب للحلم ، يداعب آذاننا فقط حـين ندرك بأننا نحتاج الحنين أكثر من أي شيء آخر !
هي يعقل أن أشفى منك ؟! بعد كلّ الذي حدث … بعد أن أحببتني كثيراً ، وأهديتني ذاكرتك المعطوبة ، وحزنك اللذيذ ، وقطع الدنيا الصغـيرة !
ماذا لو كنت شفيت منك حقاً ؟! واستطعت أن أكون حزينة دون أن أشبهك تماماً ، هل تبقى في قلبي مساحة للدهشة بصباحات مختلفة عنك ؟! وروائح وذكريات جديدة لا تشبه التي اعتدتها ؟!
جزء من إنسانية البشر أن قلوبهم قادرة على الانقسام وخلق مساحة جديدة .. في كلّ مرة يمارس أحدهم فيها "الغياب" أياً كان نوعه !
جزء من إنسانيتهم أنهم من خلال كلّ أغنية يشعرون فيها بالوحدة ، يمارسون شيئاً من النسيان أو ربما اللوم .. لخلق مساحة جديدة في قلوبهم ، مساحة خالية من الوجع أو الاحتياج … في الوقت الذي نتذرع فيه بأننا أوفـياء ، أو أننا نشعر بالحزن على أشخاص اخترنا خسارتهم أو "فقدان الدهشة تجاههم" بمحض إرادتنا !


* لو كنت أملك القدرة على قراءة باقي أكوابك ، كيف سيكون شكل الصباح بك ؟! “باستثناء أنه استثنائي" ..

الأحد، 3 أكتوبر 2010

تشـرين ،




مجــرّد القدرة على تعليق الأمنيات الصباحية على شباكك ، يعتمد على يقينك بوجود "يـد" تمتد للسمـآء من خلال إحساسـها بك / بحاجتك لـ يقــين ما .. يقــين يبقيك مبتسـماً لـيوم آخــر ، يجعلك تشعر بأنك بخير "وجـدّاً" لصبـآح قادم ...
هناك أشخاص حـين يتواجدون في صباحك .. فإنّ كلّ ما يحدث هو أن كلّ الأشيآء تقع في دائرة اللذة الخالصة بالنسبة لك ، يحدث فقط .. أن كلّ الأشياء بقربهم { جمـآل } ليس إلآ ..

هناك قلوب تتحول الصباحات بقربها لـ "جنّة" بالمعنى الحرفي (L)

الثلاثاء، 10 أغسطس 2010



أبحث عن كلمةٍ كبيرة يا الله ،


كلمةٍ حين تسمعها صديقتي البعيدة .. تدرك كلّ ما أريد قوله لها دون أن تجزع ، دون أن تقلق ، دون أن توبخني على حزنٍ أكبر من طفولتنا البيضاء معاً !

كلمةٍ حين أفتح شبّاك أمنياتي ويتحول قلبي إلى غيمة .. ترتفع بي أكثر قليلاً دون أن أسقط ، دون أن أتجرع خسائري الأخيرة أكثر من ذلك !

كلمةٍ حين تمطر السماء ، وحين تسقطُ نجمةٌ ما ، وحين تحتضنني صديقة .. أستطيع "رغم الدهشة" لفظها قبل أن تنتهي الأشياء الجميلة حولي !
كلمة أقولها قبل أن يسقط قلبي على الأرض ، قبل أن يضيع العمر ، ويتبدد الحلم ، وتعود كلّ الأشياء كما كانت !

كلمة حين أهمس بها في أذن صديقتي ، تدرك جيداً أني أشعر بيدها حين تمتد إليّ .. أعلم أنها يدها "وإن كانت كلّ الأشياء غاية في الظلمة" !

كلمة أستطيع دسها في الرسائل ، في الأشياء التي سأحكيها لهم ، في الأسرار المخبئة فينا ، في الأعياد والمآتم والأفراح المزيفة !

كلمة حين أقولها لا أبدو كصبية تتحدث كثيراً ، وفي الصباحات التي لا تملك ألواناً : تخبر المارّة الذين يحملون أكواب القهوة أنها حزينة !


كلمةٌ كبيرةٌ جداً يا ربّي ،

الأحد، 8 أغسطس 2010

كلّ عام وأنتَ عيدي ||




* يمكنكِ أن تثقي بقدرة الوقت على الشفاء ، إن لم تثقي بالناس !


وكان أن صدّقتكَ وعلّقت قلادة على عنق الأعياد .. مهاودةً لتتركني في وجعي ، أو لتسكب عليّ شعوراً فيروزياً أقرب للنسيان .. شعوراً لا أستطيع لمسه ولا إدراك "كيف يفترضُ بي أن أشعر" ؟!

في الأعياد التي يجمع الناس كلّ الأشياء الباعثة على الفرح في داخلهم .. وينفقونها بتبذير !

وفي الأوقات التي أتعثر فيها بفرحٍ كبيـر .. كبيرٍ لدرجة أنه يرفعني عن الأرض "نشوة" .. أدركُ أنّ الوقت لم يكن يوماً كفيلاً بالشفاء ولا بالنسيان ، وأنّ الأشياء المعطوبة في داخلنا تحتاج الكثير من الأصدقاء / الكثـير من الأحضان الغير متفق عليها / الكثـير من تذاكر العودة / والكثير الكثير من البوح الشفاف ..

وفي كلّ مرّة أقف على حافة الفرح ، وتكاد تنزلق قدمي وأسقط عن الحزن الإنسانيّ ... أتذكّر أنك أخبرتني أنّ الوقت كفيلٌ بأن يجعلني سعيدة "دون أن أضطر لإحداث ثقبٍ في قلبي وإخراج الأشياء السيئة منه" ..

أخبرتني بأنّ الثقل في صدري سيزول ، وبأنّ كلّ الأشياء ستكون بخير .. فأتراجع خطوة إلى الوراء !

أخاف السقوط وإن كان إلى فرح .. أخاف أن تنزلق قدمي والناس الذين أحبهم في الأعلى ، أخاف ألا أعرف كيف أكون سعيدةً جداً !


ولأنها مواسم الفرح كما يظنون ، ولأني أستطيع رؤيتك ولمسك من خلال الأشياء التي تظنها ميتة ، وأظنّ أني أتنفسها .. ولأني أحبّك كثيراً : سأدسّ في يدي الباردة رسالة تطمئنك بأنّ الموت لا زال أجمل ، وبأنّ هذا العيد باهتٌ لا يستحق عناء أن توجع رئتيك محاولاً التنفس / محاولاً أن تكون واقفاً بين كلّ الوجوه التي ألمحها ذلك اليوم !

سأخبرك بأشياء كثيرة ...

بأشياء لن تصل آذانهم ! ربّما الدنيا أصابتهم بالصمم ، أو أنها أصابتني بالخرس حتى صرت أتوهم أني أستطيع الحديث دون أن يمرّ من خلالهم ولا يشعرون به ! دون أن يتكوم الحديث في حلقي دون أن يلتفتوا ! دون أن يستحيل كلّ ما أحكيه ضباباً !

وحدك سترتطم بك كلّ الأشياء التي أحدّثك بها فجر العيد : أنّي لا أملك يقيناً يمكنني من النظر في أعينهم وخلع قلبي وإفراغه من الوجع ، ثم إعادته حيث كان !

وسأخبرك بأنّ كلّ الأصدقاء ساخطين على الحزن الذي أشعر به مؤخراً كثيراً جداً ، وأنهم "رغم ذلك" لن يجدوا في أعيادهم مساحة لإرضاء الطفل اليتيم في قلبي ! لن يجدوا الوقت ليعرفوا ما إذا كنت لا أزال أتنفس !


كلهم ساخطون على حزني وبعيدون .... إلا أنتْ !

.... وأكـثر ،




لأنّي هكذا .. عصيّة على الكثير من الأشياءْ ،

أخاف خسارة أشيائي الصغيرة ، أخبّئها حيثُ أظنّ أنّ الدنيا حين تكون سيئة وتريد إغضابي أنّها لن تطالها !

أخبّئ كلّ الأشياء بحرص .. وأنسى قلبي مكشوفاً / مجرّداً .. كسخريةٍ كبرى للحياة بأنكِ لن تؤذيني "على الأقلّ أكثر مما فعلتِ" !


في داخلي انكسارات لكني "بطريقة ما" أستلذّ بها ..

وحولي أكتاف تسندني "أحياناً" وتنسى أحيان أخرى ! ورغم ذلك فاعتيادي على السقوط أكبر من اعتيادي على الاطمئنان !

معطوبةٌ أنا أيتها الدنيا ، وعاجزةٌ عن الحبّ أكـثر من ذلك ..

هكذا أنا ، راضية بالحدّ الأدنى من التنفس ،


//


الآن أملكُ الشجاعة الكافية لأخبئ الموتَ كأمنيةْ .. أعلمُ جيداً بأنها ستكون بخيرٍ من دوني ،

و .. أحبّك كثـير ،





وصارتِ الذاكرة انتِ ، والتعب انتِ ، وصرت أنتِ القلب والروح ..


لم يكنِ الغرق يوماً خياراً متاحاً بالنسبة لي !

إما أن أكتبَ لكِ ما يخدّر الإحساس بالوجع .. الوجع الذي أحسه حين أنتظرك "وأنا ممتلئة باليقين بك" لأقرأ في عينيك / في صوتك نبؤة بأنك ستكونين قريبة ليومٍ آخر ، يومٌ واحدٌ فقط .. لأستطيع النوم دون أن أشعر بالوجع في قلبي ، وأنا أعلم بأنّك ستكونين هنا صباح الغد ..

أو أن أغرق دون أن أؤذيك بأشياء لن تقرأيها كما أردت ، بجنونٍ سيصلكِ مشوهاً على أية حال ، ستقلقين كثيراً فقط .. ولن تفهمي لمَ أصبحتُ مؤخراً أخبئ الموت كأمنية ،

أعلم أنكِ تشعرين أني لم أعد كما كنت !

أعلم أنكِ رأيت روحي تخرج مني ، ولكن "لسببٍ ما" لم أكن أملك الجرأة الكافية لتوسّد الموت ، فعادت لي روحي كرهاً ..

أنا الآن أتنفس يا صديقة .. أتنفس لكن بنصف رئة ، ونصف قلب ، ونصف ذاكرة ونصف فرح !

أنا الآن معطوبةٌ لا أملك الكثـير ... لا الأصدقاء ولا الهواء ولا الأكتاف !

أملك فقط يقيني فيك ، وصوت أمي ، ورائحة المطـر ، وأنصاف ابتسامات ..

أعلم أنكِ ترين روحاً أخرى تبدلت تماماً ، وعجنتني الخيبة أكثر مما يمكنك تصوره !

وأنا الآن ألتقط نفساً وأتخاذل عن الآخر ، وأبكي كلّ ليلةٍ يا صديقة ، وأشعر بأني حزينة أكثر من اللازم / قريبة من الانهيار أكثر مما يجعلني أقوى على الوقوف ، والابتسام ، والنظر في عيني أحدهم !

وكلّ ما أفكّر فيه هو أنني أخشى أن تريني عارية ، أكره أن تري حزني دون غشاوة ، أكره أن تدركي كم أنا موجوعة ، وكم أنتظر منكِ لأشفى ..

أكره أن أرمقك بتلك النظرة التي تخبركِ بأني أعلّق عليك فرحاً ما يا صديقة ، وأكره حين أنتظر منكِ أن تهمسي لي بأغنية تجعلني أنسى كلّ شيء ... وأنام ! فأظلّ أعجن بين يديّ خيالات صوتك ، والأرق الذي أخاف عليك منه ... حتى ينتهي ليلٌ ويبدأ آخر !

تعبت من السهر يا صديقة ، من الأرق ، من الوجع .. تعبتُ من الدنيا ومن الأغنيات التي لا تجعلني أنام !

أكره أن أخبرك بأني حزينةٌ جداً لأنّ الأعياد باتت قريبة ، وأنّ عليّ ألا أبكي ! وأني لم أنو الفرح أصلاً ، ولن أتكبد عناء تشكيل ملامح وجهي ليظنوا أني بخير .. أنا ميتة ولا يجدر بي أن أبتسم حتى !

أكره أن أتحدث إليك كثيراً جداً ، ورغم ذلك لا أستطيع إخبارك كيف أشعر ، ولا ما الذي أحتاج إليه ، ولا أستطيع أن أعترف لك بأنّ الأيام الخالية منكِ ما هي إلا مقابر للذاكرة ، وأن انتظاري لك يصنع في قلبي غصّة كبيرة ، وأختنق !

أكره أن أطلب منك أن تكوني قريبة ، قريبة ، قريبة .. أخاف أن يمسّكِ الوجع أو أن أؤذيكِ أكثر مما فعلت !



* خبّئيها حتى أكون بخيرٍ تماماً ، أو غاية في الموت ...

الأحد، 13 يونيو 2010

حزيــران ،





ونزرعُ في حزيرانَ شجرةَ حزنٍ طريّة ،
ونلتقي خلف جدران الأشياء التي لا تملك آذاناً / نختبئُ حتى عن أنفسنا ونتفقُ بصمتٍ على أن نعصر قلوبنا ونخرجَ كلّ الحزن بداخلها .. نحضن أنفسنا ولا يجعلنا ذلك إلا أقلّ قدرةً على التنفس .. وتُصبح للأشياءِ آذانٌ قبل أن نتخلص من أحزاننا ، وقبل أن نملك الجرأةَ على لمس قلبٍ ليّن ملي بالبكاء !

//

، حزيرانَ الآخرْ ..
لم تذبلْ شجرةُ الحزن لكنها "ولسبب ما" ماتتْ !
ونما بدلاً منها شجرةٌ أخرى جذورها أعمق ، وتبدو أكبرَ وربّما أطول عمراً .. لكني لا أكترث ، لأني أريدُ شجرتي الصغيرةَ الأولى !
بإنسانيّة بحتة ... نعلّق الأشياء التي تعنينا على أغصان الشجر .. وننتظر التاريخ لنحتفي بحبّ ما ، أو بخيبة أو حنين .. نعلّق تفاصيلنا الروحية على رفوفِ التاريخ ، بينما بإمكاننا أن نحزنَ كلّ يوم ، ونحبّ كلّ يوم ، ونحتفلَ بأشيائنا الجميلة كلّ يوم ! وكأننا غير قادرين على ارتكاب جنونٍ ما في غير موعده ..


//

حزيرانَ القادم ...
تتخلل يدٌ أعرفها جيداً خصلاتِ شعري ، أحسها تقترب من التعبِ أكـثر ... وأبكي !
يدٌ تخبرني بأنها قريبةٌ كفاية لتمنعني من السقوط ، تشعرني بأنّ في كفها متّسع للقلبِ والروح ..


وأقفُ في حضـن الهواء ، أغمضُ عينيّ عن كلّ العيون التي تحدّق .. وأخبر نفسي بأنّي قادرة على التنفس .. أقلّه من خلالها ~

الثلاثاء، 4 مايو 2010

..... For my darling



.. ولأنّي أكرهُ الرسائلَ المنطقية ، وأكتبُ كلّ أشيائي مبتدئة بـ "و ...." وأنهيها ب فاصلة .. وأكرهُ أن أبدأ حديثي إليكِ بـ : إلى صديقتيْ ... كأنّ كلّ الأشياءِ التي أخبركِ بها ، والكلمات التي أدسها في جيبكِ خارج حديثي لك اليوم لا معنى لها !

قبلَ أنْ أعرفكِ لم أكنْ من الضعفِ لدرجة أسرق منك الأحاديث الصباحية المميزة ، ب بحّة الأحلامِ التي لا زالتْ معلقةً بين السماء وقلوبنا ، بحرصكِ على أن يكون اليوم أجمل وألا تؤذيني الدنيا أكثرَ مما فعلتْ !
قبلَ أنْ أعرفكِ لم أكنْ أشعرُ بالبرد ، لم أكنْ أنتفضْ ، ولم أكنْ أخافُ كثيراً !
لطالما أخبرتكِ أن الحزن والوجع .. لا يعنيني بقدر ما يعني القلوب القريبة مني ... ثمة مهاودة بيني وبين الحزن : لا أشعرُ كباقي الناس بأن الفرح ضرورةٌ ، وشعورٌ مغرٍ ! أستطيعُ أنْ أشعرَ بالحزنِ وأكونَ بخير .. الأمرُ المؤذي حقيقةً أن أشعر بالانكسار ، أن أشعر بأنّي أضعفُ من أن يخفقَ قلبي دونَ أن أتوجّع ! يؤذيني حين يتطلّبُ مني مجرّد العيش أكثرَ مما أنا قادرةٌ عليه !
أشعرُ أني آذيتك كثيراً مؤخراً يا صديقة ، ولم أجدْ طريقةً تليقُ بقلبكِ لأعتذرَ فيها عن كلّ حزنٍ كومتهُ في قلبي وأخرجتهُ أمامك ، وعن كلّ بكاءٍ ربّما وصل إلى مسامعك "وربّما لا" .. وبما أنك لا تحبين الورد كثيراً ، ولأني أكره الطرقَ التقليدية ، وأكرهُ أن أعلّقَ اعتذاري إليكِ عن الحزنِ بِ أغنيةْ .. ولأن السماءَ تمطرُ كثيراً هذه الأيام ، وأخافُ أن يعاقبني الله وأنا ساخطةٌ على هذا الوجع ، وهذه الدنيا .. ربما شعرتُ أنه يجب أن أكتبَ لكِ ... أو لنقل : لدي رغبةٌ في أن أكتبَ لكِ ..
أتعلمين يا روحْ ؟! صرتُ أشعر أنّي معطوبة ! غيرُ قابلةٍ للفرح ، وغيرُ قادرةٍ على الحبّ ..
أنتِ التي كنتُ "ولا زلت" آخذ كلّ الأشياءِ المجنونة التي تتفوهين بها على أنها أمورٌ مسلّمٌ بها .. الآنَ بعدَ أنْ أصبحتْ الطرقُ المؤدية إليكِ غيرَ سالكة ، والشوارعُ التي يتعلقُ في آخرها ضوءٌ ما تبدو بعيدةً جداً ، لا أحتاجُ أن تقولي لي شيئاً ، ولا أن تخبريني أن كلّ شيءٍ سيكونُ بخير ، وأنّ الأشياءِ التي نخافها ستتلاشى ، وبأنّك تحبيني ، وبأنّك تكترثين ، وبأنّي قويّة كفاية لأستمرّ في العيش !
فقط أحتاجُ أن تخبئيني عن الدنيا ...


، وأشعرُ بالخيبة ... هل يمكنُ أن نكونَ أكثرَ انكساراً ؟!

الثلاثاء، 6 أبريل 2010

يَ روح ...




ماذا يعني أن تمدّ يدك في فراغ عميق ، في محاولة للتربيت على كتف صديق ؟!
أن تقف أمام العمى المحيط بك تجاه كلّ الوجوه .. وتتلمس الهواء باحثاً عن دمعة ، دمعة تعرف صاحبها جيداً !
أن تخشى التربيت على الكتف الخطأ ، تعجز عن مواساة الوجع الذي يحتاج حقاً لـ اللمس ... ورغم ذلك : تمدّ يدك !
لـ فرط الحـزن تخرج يدك فلا تكاد تراها !
محيّر هو الالتصاق بين احتياج الصديق واحتياج الوحدة حين نكون حزانى ..
أن يكوّمك أحدهم في أحضانه .. يخبئك عن الدنيا ويقبّل روحك ،
أن يجمع الهواء في يديه ويقدّمه لك ، لتتنفس جيداً / لئلا تختنق ،
أن يعجز عن النوم عدة ليال ، وفي كلّ ليلة يبكي : قلبها / روحها يا الله !
في محاولة ألا تكون حزيناً ، في الوقت الذي كنا قد نسينا فيه كيف يتعثر كلانا بالفرح ليوم كامل !

ثمة حزن لا يمكننا انتزاعه قبل أن ينضج !
... فقط أخبريني متى استيقظت وعلى شفتيك ابتسامة ~




برايفيت /

يَ صديقة الفرح انتِ ، صديقة الأشياء الجميلة فقظ .. لا يليق بك الحـزن "رغم أنك تبدين جذابة جداً من خلالـه" ..

الأربعاء، 17 مارس 2010

ماذا لو كنتَ طائراً أعمى ؟!




ماذا لو كنتَ طائراً أعمى ؟!


يتحتّم عليك الاستمرار في الرفرفة / في التحليق عالياً إلى الـ لا مكان !

كلّ مرة تضرب فيها جناحيك .. تعرّض نفسك لاصطدام غاية في الوجع "أو ربّما أسوأ" : سقوط غاية في الإذلال !

كلّ حركة هي مجازفة جريئة نحو فضاء تعجـز عن لمسه ... فضاءٌ فارغ كـ قلب مودّع ، فضاء مخيّب للآمال !

فضاء يحضنك ويخونك في الوقت ذاته ، ولا تملك إلا أن تتملقه ، أو تموت !




ترى ... هل يشعر الطائر الأعمى بالعلـو حين يكون كذلك ؟!

هل بإمكاننا إدراك السمو ، في الوقت الذي نكون فيه فاقدي حواسنا ؟!

الخميس، 4 فبراير 2010

( :



I'm happy today, and proud of myself ..
Proud of wonderful human beings around me, each and every one of them put his heart in the obstacles in my way and grabbed my hand so I was able to overcome!
Happy of friends each and every one of them has a part of my soul, and through him breathe beauty every day and every moment ..
Thank god for a few days sweet , sweet people , love , rain , and the happiness ..

الأربعاء، 3 فبراير 2010

صِرتُ أخـبئك في السَهرْ ||




أخبَرني أنّه من الجُنونِ أن أرفع سَقفَ أحْلامِي عالياً جداً ، لسَببين : لأنّها إذا كانت رفيعةً جداً لنْ يقدِرَ أحدٌ على الوصول إليها ، وستظلّ أحْلامِي معلّقةً كـ بالونٍ مغرٍ لَن يَستطيعَ الطِفلُ في داخلي الإمساكَ به ، ولَن أذوق طَعمَ الرضا ، أو لذّة النَشوةِ بتحقيق الأحلام .. والأمرُ الآخر : لئلا يَكونَ السُقوطُ مؤلماً أكثرَ من اللازم ... وصَدقته !
رعباً مِن أن تذبلَ التفَاصِيلُ التي أتنفسُ من خلالها .. اضطُررتُ أن أجْعلَ أحلامي خَفيضةً حدّ عَجزي عَن الانحِناء إليها .. أخـافُ فقدكِ لدرجةٍ تمنعني مِن أن أرفعَ أحلامِي "ولو خُطوةً واحدةً نحو الأعلى" !
الالتفافُ بالذِكرَياتِ والتَدثرُ بها قد يَكونُ أمراً عَديمَ الجَدوى ، سَاعة تُحاولُ الحِفاظَ على قلبِك ، وقلبِه ، وعلى كلّ الأشياءِ الجَميلةِ التي تكونت بينكما .. ربّما في ظرفٍ كهذا لا بدّ مِنْ بَعضِ الخَسَائِر ، لا بدّ مِن أن تُلقي بِأحدِهمْ في غَيابَةِ النسْيانِ وتتأقلمَ على العيشِ بدُونِهْ ، أو أنْ تَغمِسَه بِقليلٍ مِن الوَجع "إن كُنتَ واثقاً مِن قدرتهِ على التشافي" ..
ولأنّي أريدُ الحفاظَ على قلْبكِ أكثرَ منْ أيّ شيءٍ آخر ، ولأنّي مهووسةٌ بالتفاصِيلِ التي تجمَعنا ، ولأنّي أشعُر أنّ قلبي قدْ لا يحتمِلُ وجعاً آخر ... كَانَ لا بُدّ أن أحَافظَ "بجنون" على أشْيائي العَزيزة مِن السُقوطِ والتوجّع ..
حينَ أعبّأ ذاكِرتي بِك .. هل يَعنِي ذلكَ أنّ رحيلكِ "أو غيابكِ" سَيكونُ أقلّ حُرقة ، أقلّ غَصّة ، أقلّ موتاً ؟!!
عَلى اعتبارِ أنّ قلبِيْ ورِئَتي وذَاكرَتيْ مَليئةٌ بِكِ جدّاً ..
وعَلى اعتبارِ أنّ السُقوطَ على أرضٍ لينةٍ سيَبدو أقلّ إيلاماً !
كلّ أولئكَ الذين يثرثرونَ عن حَماقاتِ الاختباءِ الُمجدِي خَلف الذكريات : هلْ يُمكن لِذاكرَة متشبّعةٍ أنْ تحمِينا حقاً من الألم ؟!!
أظنّ أنّ السُقوطَ بكلّ أشكاله مُوجِع ... المُخيّب للآمال : فكرة أنكِ تنحَدرين مِنْ "سَعادةٍ" لأخرى أسفَل منها .. بِغَضّ النَظر عن الوجَع الجسديّ ، وأنك حين تنفضين عنكِ السواد ، تتلفتين فلا تجدينَ يداً واحِدة تمتدّ إليكِ !
كلّ ما في الأمرِ أني مَليئةٌ بكِ أكثرَ مِن اللازِمْ "وأظنّكِ كذلك" ، وأنّ حصيلتي مِن الأيّام الجَميلةِ معكِ لا تتسع لها الدنيا .. صِرتُ أخبئك في السَهرْ ، في آخرِ النسَماتِ الباردة ، في الساعةِ الثانيةِ صباحاً حيثُ الجميعُ يرتكبونَ الأحلامَ فقطْ دُونَ أن يتجرؤوا على النهوضِ صباحاً وتحقيقها ، أخَبئكِ في قِصَصِ الحبّ التي لا تَملكُ نهاياتٍ واضحة ، أخَبئك في الأشياءِ الجَميلة ، الأشياءِ الغايةِ فيْ الجمالِ فقطْ ~

هَلْ يُمكنني العَيشُ بـ نِصفِ قَلبْ ، نِصفِ رُوح ، ونِصفِ ذاكرَة ؟!
) :

الأحد، 3 يناير 2010

أين يفترض بالصديق أن يقف في مواجهة الحب ؟!





كان من الأحاديث الموجعة التي تستهلك فيها قدرتك اللغوية حتى آخرها ، ذلك الذي تفقد بعده رغبتك في قول أي شيء .. تلك الأحاديث التي ترسمها في عقلك وتعيد الحوار فيها كل مرة ..
حين غيرت الكلمات التي تحزنك ، أو تؤذيك أو ربما توجعك .. لم يتبق عندي ما أحكيه !

لم تواطأت الأشياء ذلك المساء لجعل العتاب أكثر ليونة بالنسبة لك ؟!
ك صديق ، لم يكن يفترض بي أن أقف صامتاً وأدع الحب يسير بك في منحى آخر بعيداً جداً عن جمالية اسمه وتصورك / تصورنا له !

لم أكن لأدع الحب يسرق من عينيك ما افتقدته فيهما ذلك اليوم ، لم أكن لأدع الحب يبكيك بهشاشة ، وأظل صامتاً !

الحب الذي نعرفه لا يضعك أمام خيارات موجعة ، لا يكسرك ، لا يفقدك أصدقاءك شيئاُ فشيئاً !
الحب يجعل عينيك تلمعان / قلبك يخفق بنشوة لذيذة .. لا دمعاً وحزناً !
الحب يبقي أطرافنا باردة لأننا نحب ليس لأننا نخاف !

لا يفترض بالحب أن يجعلنا أكثر تعاسة !
.
.
.
.
.
.
.
* الصورة لـ نافورة تريفي في روما .. هناك شائعة تقول أن من يرمي قطعة نقدية في النافورة تتحقق له أمنية ، وبعضهم يقول أن من يرمي قطعة نقدية سيعود لإيطاليا مرة أخرى ..

الكتابة فعل "استجدائي" لأبعد حدّ ..





هل تدرك الشعور الذي ينتابك حين تتكوم الانكسارات عند باب روحك ولا تجد متسعاً للتنفس إلا من خلال الوحدة ؟! الوحدة المرة .. ساعة تصدّ أحبابك وأهلك وأصدقاءك وتختلي بحزنك الذي تعب ، تعب التنفس من خلال فتحات غاية في الضيق ..

قد يتعفن الحزن ويتحول لشيء غاية في البشاعة إن لم نملك الشجاعة للاعتياد على أن نتنفس من خلاله !


أخبرني صديق : حتى حزنك مرهق !

لديك قلبٌ لا يقبل بأنصاف الحلول ، إما أن تتعلم كيف تشفي جراحك أو تعتاد التعايش معها .. كم حزناً تحمل أصلاً ؟!

الكثير ... أنت تملك روحاً بكاءة تستلذ الحزن ..


ما الذي يميز حزناً عن غيره ؟!

آممم ، كلها أحزان في النهاية !


إلا أن ثمة حزن فوق الكتابة ، يرهقك ولا تختصره الكلمات .. حزن لا يمكنك البوح به لـ صديق !

ثمة حزن نخجل منه ، وآخر يبكينا وينتهي الأمر !


أن تبقي على قيمتك الإنسانية من خلال الكتابة ، أو بمعنى : أن تبقى معلقاً بالحياة من خلال الحزن .. أكثر الأمور مثاراً للسخرية !

الكتابة فعل "استجدائي" لأبعد حدّ ..

أنت تطلب من حزنك أن يتشكل كما تشاء ، بطريقة تناسب مزاجك وقلبك وجرح أحبابك .. ولا يكون الحزن طيعاً في جميع الأحوال !


بين الانكسارات التي تبقي إنسانيتنا بخير ، وبين تلك التي ترمينا تحت الكتابة .. علينا أن نحذر أين نضع قلوبنا !