الثلاثاء، 12 أكتوبر 2010

أشتهي ... كلماتنا الصغرى ،



أحدهم ينفخ الشتاء في صدركِ قبل موعده .. يسرقكِ للـبرد ، إلى ذاكرة كانت ملكك "تماماً" في شتاء مضى ، بكلّ تفاصيلها المتقنة للظهور ، بارتعاشة الصوت الذي يشعر بأنه يتجمّد ، بالأغنيات التي تصل من مكانٍ بعيد ، بنشوة الكوب الدافئ بين يديكِ .. وانت تجذبين أكمامك لتختبئي عن إسقاطات الذاكرة !

في الصباح الذي كان صديقٌ ما يحاول فيه الوقوف دون أن "ينتظـر" شيئاً ..
ذلك الصباح الذي أدرَكَ فيه .. بعد أن رأى قلبه يتساقط أمامه ، أنه لا يجدر به أن يضع قلبه بين أيديهم "أو حتى تحت أقدامهم" قبل سقوطهم بـ نبضة ، وأن عليه أن يحبّه كثيراً ، كما تفعل هي ..
المثـير للحزن حقاً .. أن سقوط الأشياء من قلبه جعله غير قادرٍ على الرؤية ! وحين التقى بالصديق الآخـر ، الصديق الوحيد المتبقي ليحبه على هذه الأرض .. لم يدرك أنه هو الآخر وحيد أيضاً ، وأنه يكون أكثر حزناً في الأيام الباردة !
لم يكن يدرك أنه يحبّ وحدته لهذه الدرجة ، وأنه اعتاد عليها حتى صار يخبئ نفسه عن الأصدقاء ، وأنه يخاف أن يخسر النبض الأخير الذي يعرفه من قلبه .. يخاف أن يعرف صديقاً يغير فيه حزناً ما ، فيعود غريباً حتى على نفسه !
هو فقط يخاف كثيراً أن يخذله صديق ، يخاف أن يراه يبتعد خطوة أخرى تكون إلى الغياب أقرب .. يخشى أن يبدو بتلك الهشاشة أمام نفسه وأمام صديقه .. ليقدم له "في كلّ مرة يشعر به قاب غيابين أو أدنى" كوب قهوة وأغنية بصوت جرّحه البرد ، وحتى قطعة من قلبه إذا لزم الأمر !

ربّما نحتاج لأكــثر من صباح بارد ، وقلب موجوع ، ورائحة قهوة ، ومطــر .. لنخبر صديقاً غريباً عنا بأننا نشعر بالوحدة !
نحتاج لأكثـر من ابتسامة غائبة ، وأخرى تشبهها ، ليحتضننا أحدهم .. ونظلّ نشعر بالدفء حتى بعد أن يبتعد ، ويمر من خلالنا هواء غاية في البرودة .. يخبرنا بسخرية أن كلّ الأشياء في القلب ضبابية ليس إلا ، وأننا لا نملك من الحبّ ما يكفينا حتى الغـد !



* يا صديقة الخيبات … لا زلت أتذكر "تماماً" أين وضعت يدي حين احتضنتك ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق