الأحد، 8 أغسطس 2010

و .. أحبّك كثـير ،





وصارتِ الذاكرة انتِ ، والتعب انتِ ، وصرت أنتِ القلب والروح ..


لم يكنِ الغرق يوماً خياراً متاحاً بالنسبة لي !

إما أن أكتبَ لكِ ما يخدّر الإحساس بالوجع .. الوجع الذي أحسه حين أنتظرك "وأنا ممتلئة باليقين بك" لأقرأ في عينيك / في صوتك نبؤة بأنك ستكونين قريبة ليومٍ آخر ، يومٌ واحدٌ فقط .. لأستطيع النوم دون أن أشعر بالوجع في قلبي ، وأنا أعلم بأنّك ستكونين هنا صباح الغد ..

أو أن أغرق دون أن أؤذيك بأشياء لن تقرأيها كما أردت ، بجنونٍ سيصلكِ مشوهاً على أية حال ، ستقلقين كثيراً فقط .. ولن تفهمي لمَ أصبحتُ مؤخراً أخبئ الموت كأمنية ،

أعلم أنكِ تشعرين أني لم أعد كما كنت !

أعلم أنكِ رأيت روحي تخرج مني ، ولكن "لسببٍ ما" لم أكن أملك الجرأة الكافية لتوسّد الموت ، فعادت لي روحي كرهاً ..

أنا الآن أتنفس يا صديقة .. أتنفس لكن بنصف رئة ، ونصف قلب ، ونصف ذاكرة ونصف فرح !

أنا الآن معطوبةٌ لا أملك الكثـير ... لا الأصدقاء ولا الهواء ولا الأكتاف !

أملك فقط يقيني فيك ، وصوت أمي ، ورائحة المطـر ، وأنصاف ابتسامات ..

أعلم أنكِ ترين روحاً أخرى تبدلت تماماً ، وعجنتني الخيبة أكثر مما يمكنك تصوره !

وأنا الآن ألتقط نفساً وأتخاذل عن الآخر ، وأبكي كلّ ليلةٍ يا صديقة ، وأشعر بأني حزينة أكثر من اللازم / قريبة من الانهيار أكثر مما يجعلني أقوى على الوقوف ، والابتسام ، والنظر في عيني أحدهم !

وكلّ ما أفكّر فيه هو أنني أخشى أن تريني عارية ، أكره أن تري حزني دون غشاوة ، أكره أن تدركي كم أنا موجوعة ، وكم أنتظر منكِ لأشفى ..

أكره أن أرمقك بتلك النظرة التي تخبركِ بأني أعلّق عليك فرحاً ما يا صديقة ، وأكره حين أنتظر منكِ أن تهمسي لي بأغنية تجعلني أنسى كلّ شيء ... وأنام ! فأظلّ أعجن بين يديّ خيالات صوتك ، والأرق الذي أخاف عليك منه ... حتى ينتهي ليلٌ ويبدأ آخر !

تعبت من السهر يا صديقة ، من الأرق ، من الوجع .. تعبتُ من الدنيا ومن الأغنيات التي لا تجعلني أنام !

أكره أن أخبرك بأني حزينةٌ جداً لأنّ الأعياد باتت قريبة ، وأنّ عليّ ألا أبكي ! وأني لم أنو الفرح أصلاً ، ولن أتكبد عناء تشكيل ملامح وجهي ليظنوا أني بخير .. أنا ميتة ولا يجدر بي أن أبتسم حتى !

أكره أن أتحدث إليك كثيراً جداً ، ورغم ذلك لا أستطيع إخبارك كيف أشعر ، ولا ما الذي أحتاج إليه ، ولا أستطيع أن أعترف لك بأنّ الأيام الخالية منكِ ما هي إلا مقابر للذاكرة ، وأن انتظاري لك يصنع في قلبي غصّة كبيرة ، وأختنق !

أكره أن أطلب منك أن تكوني قريبة ، قريبة ، قريبة .. أخاف أن يمسّكِ الوجع أو أن أؤذيكِ أكثر مما فعلت !



* خبّئيها حتى أكون بخيرٍ تماماً ، أو غاية في الموت ...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق