الأحد، 8 أغسطس 2010

كلّ عام وأنتَ عيدي ||




* يمكنكِ أن تثقي بقدرة الوقت على الشفاء ، إن لم تثقي بالناس !


وكان أن صدّقتكَ وعلّقت قلادة على عنق الأعياد .. مهاودةً لتتركني في وجعي ، أو لتسكب عليّ شعوراً فيروزياً أقرب للنسيان .. شعوراً لا أستطيع لمسه ولا إدراك "كيف يفترضُ بي أن أشعر" ؟!

في الأعياد التي يجمع الناس كلّ الأشياء الباعثة على الفرح في داخلهم .. وينفقونها بتبذير !

وفي الأوقات التي أتعثر فيها بفرحٍ كبيـر .. كبيرٍ لدرجة أنه يرفعني عن الأرض "نشوة" .. أدركُ أنّ الوقت لم يكن يوماً كفيلاً بالشفاء ولا بالنسيان ، وأنّ الأشياء المعطوبة في داخلنا تحتاج الكثير من الأصدقاء / الكثـير من الأحضان الغير متفق عليها / الكثـير من تذاكر العودة / والكثير الكثير من البوح الشفاف ..

وفي كلّ مرّة أقف على حافة الفرح ، وتكاد تنزلق قدمي وأسقط عن الحزن الإنسانيّ ... أتذكّر أنك أخبرتني أنّ الوقت كفيلٌ بأن يجعلني سعيدة "دون أن أضطر لإحداث ثقبٍ في قلبي وإخراج الأشياء السيئة منه" ..

أخبرتني بأنّ الثقل في صدري سيزول ، وبأنّ كلّ الأشياء ستكون بخير .. فأتراجع خطوة إلى الوراء !

أخاف السقوط وإن كان إلى فرح .. أخاف أن تنزلق قدمي والناس الذين أحبهم في الأعلى ، أخاف ألا أعرف كيف أكون سعيدةً جداً !


ولأنها مواسم الفرح كما يظنون ، ولأني أستطيع رؤيتك ولمسك من خلال الأشياء التي تظنها ميتة ، وأظنّ أني أتنفسها .. ولأني أحبّك كثيراً : سأدسّ في يدي الباردة رسالة تطمئنك بأنّ الموت لا زال أجمل ، وبأنّ هذا العيد باهتٌ لا يستحق عناء أن توجع رئتيك محاولاً التنفس / محاولاً أن تكون واقفاً بين كلّ الوجوه التي ألمحها ذلك اليوم !

سأخبرك بأشياء كثيرة ...

بأشياء لن تصل آذانهم ! ربّما الدنيا أصابتهم بالصمم ، أو أنها أصابتني بالخرس حتى صرت أتوهم أني أستطيع الحديث دون أن يمرّ من خلالهم ولا يشعرون به ! دون أن يتكوم الحديث في حلقي دون أن يلتفتوا ! دون أن يستحيل كلّ ما أحكيه ضباباً !

وحدك سترتطم بك كلّ الأشياء التي أحدّثك بها فجر العيد : أنّي لا أملك يقيناً يمكنني من النظر في أعينهم وخلع قلبي وإفراغه من الوجع ، ثم إعادته حيث كان !

وسأخبرك بأنّ كلّ الأصدقاء ساخطين على الحزن الذي أشعر به مؤخراً كثيراً جداً ، وأنهم "رغم ذلك" لن يجدوا في أعيادهم مساحة لإرضاء الطفل اليتيم في قلبي ! لن يجدوا الوقت ليعرفوا ما إذا كنت لا أزال أتنفس !


كلهم ساخطون على حزني وبعيدون .... إلا أنتْ !

هناك 5 تعليقات:

  1. عيدي".. في بعادك جرح كاسرني
    وعيدك شمس لاداعبت عيونكـ افراح وسعاده انشالله..

    ردحذف
  2. و .. كلّ الأعياد فرح مزيف لا أكـثر !

    ردحذف
  3. كلامك جميل درب موفق في الكتابه..لماذا ترين الاعياد مزيفه!

    تقبلي مروري..

    رنا..

    ردحذف
  4. أهلاً رنـا (F)

    آممم ، ربّما يكون الأمر مختلفاً هذه المرة !
    وحين يكون كذلك .. أعدك بأني سأعود وأخبك كيف يكون فرح العيد أمراً ملموساً / أمراً حقيقياً أكـثر ..


    كوني بالقرب ( =

    ردحذف
  5. اكيد افرااح العيد مزيفه بدونيــــ ..هذا المستخدم مصدق عمره... انشالله امورك بخير؟....

    ......هدى

    ردحذف