السبت، 17 أكتوبر 2009

مجرّد .. كيف نرتكب الفرح ؟!



//



ويتغـير شكل الحزن ، وعليك أن تسعى جاهداً لـ إدراك متنفسك .. سابقاً كنت أحيط بأحزاني وأدرك شكلها ومزاجها جيداً ، كان عندي القدرة على فهم حزني ، وتدليله وإرضاءه !

أما اليوم فأنا غريب عن حزني ، غريب عن قلبي !
أقف أمام حزن لا أستطيع فهم شكله ولم أشتهيه من قبل .. وألمح في عيونهم ألف حديث وعبرة ، حديث قلب لا يفسره شيء ، ولا أحد منهم يجرؤ على تعريته لي .. كان لزاماً علي أن أقرأ أشباه البوح من خلال أعينهم !

مجرّد السعي نحو ملء فراغاتك بـ أشباه فرح ، أمر مرهق أكثر من الحزن نفسه .. في مرحلة ما ، تحتاج "الاستكانة" أكثر من أي شيء آخر ، تشعر بأن هذا الحزن ما هو إلا جزء منك ، ويغدو من الصعب أن تفصله عنك !

~ التآلف مع الحزن مهاودة لا يدركها / يسعى لها سوى أصحاب الجروح العميقة ، التي تحتاج مساحة زمنية للشفاء أكثر بكثير من الوقت الذي تكونت فيه !
الجرأة في لمس الجرح نفسه ، والكتابة عنه والتنفس من خلاله .. تتطلب وقتاً أيضاً ، وحتى تصل إلى يقين بأن لمس قلبك لـن يوجعك ولن تنتفض ، ستدرك بأن بقاءك حزيناً قد يوفر عليك الكثير من النبض اللا مجدي ، والاختناق .. وأن ذلك أكثر أماناً من أن تحرك قلبك ، فـ ينهار مجدداً !
قد تكون الرغبة في البقاء على ما أنت عليه فوق كلّ الرغبات الأخرى .. أقله أنت معتاد على نمط نبضك ، ولن ترعك خفقات قلبك !

مضلّل هو الحزن الذي لا نجد له متنفساً !
ذلك الذي ترضيه الكتابة ثم يصبح عصياً عليها ، يغريه البوح ، ثم لا يجد قلباً يستحق أن يحزن من أجله ، يخدره لحن ما فـ يجد نفسه فاقداً القدرة على الإنصات !


//


أصعب من الموت نفسه ، ومن انتظاره .. إخبار من تحب بأنك راحل ، ودسّ قبلة في أيديهم لـ يجدوا رائحتك قريبة منهم بعد ذلك !

هناك 4 تعليقات:

  1. يعطيك العافيه ..

    ردحذف
  2. هدوء مزعج

    و ماأجمل أن تعانق عيني نزفكِ الممتع

    قرأتك ولازلت بجمال حرفك استمتع ان كان طرحك ابداع فمن غيرك مبدع

    مشاعر صادقه / واحاسيس دافقه وحزينه حد الثماله

    تلامس أعماقنا بكل جمال وسحر فكيف لا نتابع ولانستمتع بهذه الروائع

    الحرف الذي يطربنا والسحر الذي يسكن ليل العشق وستظل بقلوبنا

    ود وورد ووداد / ياسيدتي

    ردحذف
  3. نبع الحنان ،

    شكرآ لك .. كن بالجوار (F)

    ردحذف