الأحد، 10 أبريل 2011

.



الآن بعد أن أصبح صاحبنا قريباً من الله "أو هكذا يظنّ" .. انقشعت الغشاوة عن عينيه وسقطت بين يديه ، ليست الغشاوة التي تمنعه من الرؤية ! تلك الغشاوة التي كانت تحرمه بوحشية من البكاء ..
ذلك اليوم .. بكى عمره المهدر على بقع الضوء التي كان يتسوّل الحبّ تحتها ويحيك لقلبه ما يواري سوأته ، بكاؤه كان مواتياً للنور الذي تسلل لعينيه دون أن يدرك أن ليله قد ولى ، وأن النور "والنور فقط" يغشاه الآن .. نـور أبـيض لدرجة أنه سيغمض عينيه البنيتين دون شعور منه .. أبيض لدرجة أنه لن يقدر عليه !

المثير للشفقة أنه كان يخبئ وجهه بين يديه ويبكي ، لم يدرك أنه سجين ، لم يدرك أنه متورط بهذا الظلام وحده ! وألا أحد يسمع ذلك البكاء أو يكترث به ..
لم يدرك أن أصحابه غابوا في أحد البقع التي غشيها الظلام ، أو أنهم تبدلوا ، أو أنّ الموت أخذهم منه .. كلّ الذي كان يدركه أن ليس ثمة أصحاب في قلبه ، ليس ثمة وجوه يمكنك الاحتفاظ بها من طفولتك حتى تشيخ ويتجعّد وجهك ، لتخرجها وتنظر إليها كلّما قضم منك الحزن ، فتخرجُ لكَ قلبها وتدسّه في صدرك .. ليس ثمة وجه هكذا !
حتى النور الذي يغشاه الآن ، يختلف .. لم يدرك أنها حياة أخرى "أو ربما موت آخر" ، ذلك أنه لم يشأ أن يسيء الظنّ بظنه .. لم يشأ أن يأوّل المطر الذي تساقط على قلبه من حيث لا يعلم ، الصوت العميق الذي يخبره بأنه سيصبح له أصدقاء في الجنة .. غير أولئك الذين غابوا عنه !



* صاحبنا آنف الذكر ، بعد أن أتمم غسل قلبه “أو هكذا يظنّ” .. حفر حفرة عميقة تحت صندوق رسائله ، ونام .. إلا أن الرسائل ظلت تسقط على رأسه !

هناك تعليق واحد:

  1. نُوُن التّميمِي11 أبريل 2011 في 2:08 ص

    .

    وهَل سَقطت على رأسه مطرًا
    دُون أن يسَتظل من صَداعه ؟

    .

    باذِخة يَاجميلة : )

    ردحذف