الجمعة، 10 يونيو 2011

وهــم !



اللذة المتخيّلة قد تصنع بنا كلّ شيء .. إلا اللذة !
الفرح المحاك لا يليق بأحد ، والأشياء الصغيرة التي نخلقها في قلوبنا ، وننتظرها ، ونعجز عن النوم بسببها ، كلّ ما تفعله بنا هو الوجع الباهت الذي نعجز عن نسيانه !

أن أتخيل الأحاديث الصغيرة التي ستدور بيننا ، شكل الابتسامات وأنصافها ، انعكاس ضيّ الشمس في عينيك ذلك الصباح ، ولون الدنيا ورائحتها ..
أن أشعر بأنك ستكونين أقلّ دهشة مما بدوت عليه ، أن تكوني تماماً كما كنت أتخيل .. هو غباء محض ! وعادة سيئة وقعت فيها لفرط ما كنت أحتاج أن أسرق من الدنيا عمراً صغيراً أغنّيه معك ..
أن أفقد ذاكرتي الصباحية معك كلّ يوم .. هو احتياج مبطّن لأن تكوني قريبة جداً ، لأن تدسي لي يديك كثيراً في وقت آخر من الحياة ، لأن تحيكي لي صباحاً آخر ..

لعلّك لا تدركين أنّ اللقاء بك يكوّم في قلبي الخيبة أكثر من غيرها ، وأني في كلّ مرة .. ما أن أدير ظهري عنك حتى أشعر بالوجع يتكوّر في حلقي ولا أقدر "في كثير من الأحيان" على البكاء !
تدركين أني أشتهي ذلك البكاء أكثر من غيره ، لأنّ ثمة ما يخبرني بأن البكاء بين يديك لن يكون مجرّد "ماء" !
لأنّ قلبي يشعر بالخوف ألا تضعي يديك عليه فيذبل ! لأنّي أشتهي عمر الحزن معك كما الفرح ، وكما اللذة ..
ولأنّي كنت أدعو كثيراً أن تتنازلي عن خوفك من بكائي وتستحثي الطفلة التي تشعر بالوحدة بداخلي !

لنقل أنّ الفرح المتخيَّل يمكن أن يتنزّل على روحي ..
فقط كوّمي قلبك في صندوق أزرق وقدميه لي ، فقط احضني قلبي كثيراً ، ولا تجعليني يوماً وحدي في هذه الدنيا غريبة !
لأن الأشياء التي أشتهي أن أخبرك بها لا تنتهي !
لأنّي أحياناً يعتريني الوهم .. بأنّي أستطيع رؤية ولمس الأشياء الأخيرة التي ستخلق بيننا "أو ربّما تموت" !
لأنّي أدرك أني معطوبة بدونك ! ميتة تماماً ولا أصلح لشيء !
لأنّي أعلم جيداً أني "منذ استعدت قدرتي على التنفّس بعد خيبتي الأخيرة" .. أني لم أعد قادرة على الكتابة إلا لك ، وأن الكتابة هي قلبي الثاني ، ورئتي الثالثة ، وحياتي التي أحيا من خلالها ، وأنك انتِ قلبي ..

في المرّة القادمة التي سأتعثر بها فــيك … ذكريني ألا أنام ! أقله ألا أحلم !

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق