الأربعاء، 15 يونيو 2011

أراك عصـيّ الدمع *



الأوطان الغريبة عنا تضعنا في مواجهة مع إسقاطات الذاكرة التي لم تكتمل !
أستطيع التنبؤ بذلك وأنا بعيدة عن وطني نصف "كون" ، أشرب قهوة لا ذاكرة لها معك !
أنت لست بخير أبداً ، أنت موجوع ، أنت تموت ! وأنا لا أملك إلا أن أزيّف لك في ذاكرتي حياة أخرى طويلة ..
حياة تتكوّن من خلالك .. بأغنيات الطفولة ، بطعم الأعياد في فمي ، بالموت الأول ، وبالحبّ الذي أدسّه في جيوبهم كلّ يوم .. بصوتك ، صوتك الملائكي الذي آلفه أكثر من "وطن" ..
كلّ التفاصيل التي أراها في حياتي العشرينية الأنيقة تتكوّن من خلال عينيك الصغيرتين ، من خلال وجهك المتعب وشعراتك البيضاء ، وابتسامتك المرهقة التي تلصقها على وجهك ما إن تلتقي عينانا ..

صوتك المكسور يدفعني للبكاء ، أنت ذاكرتي ! وحين لا تكون بخير تتساقط أجزاء ذاكرتي في نفس الأماكن التي عبرنا الحياة من خلالها .. وأمسي بلا ذاكرة .. غريبة حتى عن نفسي !
حين رأيتك تمشي محاذياً للوجع .. أدركت أنّ قلباً كبر على صوتك لا يمكنه أن يعجن حياة أخرى عشرينية ، مترفة ، ومليئة بك ! وأنّ لا أحد يمكنه أن يسكب في قلبي الدهشة الرقيقة على عتبة كلّ نبرة حرف .. لا أحد يمكنه أن يخلق الأعياد في صوته إلا أنت ..


اصنع لي أغنيات ودسّها في قلبي … ولا ترحل ، لا ترحل أبداً !

هناك تعليق واحد: