الجمعة، 24 يونيو 2011

حديث نفـس ..



الشفاء من الكتابة "حين يتخلّى عنك الحزن" هو حـزن آخر مـترف لا يعيه سواك !
كأنّي في كلّ مرة أسعى فيها للحياة من خلال "حديث نفس" أضمّك إلى قلبي وأغمسك فيه ، لأنّك الأقرب .. لتلتقط يداك أي حزن عظيم ، أو عابر ، أو حتى زائف .. وتخوّل عليه حتميّة التعايش معه والحديث عنه لـ غرباء !
وأعلّق عليك اختناقي ، ونفَسي المنقطع الذي لن يرتدّ إلا من خلال الكتابة ..
وحتّى حين تقلق عليّ كثيراً لأن شفاهي غدت بلون التوت ، ويتجمّع الأوكسجين المرتبك في رئتيك ، وتنفخه في روحي .. ستدرك أنّه صار غير قابل للتنفّس والحزن الإنسانيّ !
وأنّ الكلمات قد تفشل أحياناً في أن تخلق فينا فرحاً يزور صديقاً في حلمه ليخبره بأنّا نهتمّ لأمره .. وبأننا نشعر بالوحدة من دونه !
ستدرك أنّ الحياة تغادرك دفعة واحدة ، ما إن ينعقد لسانك عن الحديث عن وجعك جهراً ، ما إن ينسكب ماؤك أمام أعين غريبة ، لا ترى فيك إلا الترف ..
كأنّك تصيّر الكتابة رئة ثالثة تمتدّ إلى قلبك ، وروحك ، وأطراف يديك الباردة .. بعد أن كانت ثقباً صغيراً تزفر منه البكاء الذي لن يفهمه أحد ..

كان عليّ أن أحبس نفسي طويلاً حتى تزرقّ شفاهي ، ثمّ أن آخذ شهيقاً يجمع الصباح كلّه في قلبي .. لأدرك أنّي كبرت كثيراً منذ رحيلك ، وأنّي لا أقدر أن أبرّر وحدتي ! لأدرك أنّي تورطت جداً في الكتابة .. لدرجة أنّي لما تحسست قلبي ، وجدت فيه عطباً لن يشفى !
وأنّ عليّ الآن أن أعتاد على الاختناق من دون أن أشعر حقاً بالحزن ، على أن أعيش برئة معطوبة ! أو أن أجلس بجانبك عمراً بأكمله ، وأخبرك أن تغمس يدك في قلبي "ما إن ترى لون التوت أو يضيع صوت تنفّسي في هذه الدنيا" لتخرج يدك بيضاء من غير سوء .. ولأقترف نفساً من نوع آخر !

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق