الاثنين، 13 يونيو 2011

إلى سماء ،


يحدث أن أخبرك أني راحلة ، وأنّ الأشياء القريبة قد تكون غاية في اللذة لـ درجة اشتهاء البكاء !
ويحدث أن تخافي بكائي أكثر من أي شيء ، بعد نصف بكاء وقع أمام عينيك .. حيث لم يكن هناك متسع بيننا لتخبئي خوفك الطفوليّ المتفجّر من عينيك ! أنا التي لم أدرك ذلك اليوم كم يرعبك حزني !
وكأني حين لا أبكي .. لا أكون حزينة ! وكأني حين لا أبكي لا أشعر بالفقد ، ولا بالوجع في قلبي ، ولا بالحاجة الملحّة للرحيل !
يحدث أن تسكبي لي حديثك الشهيّ دفعة واحدة ، لأقع في دهشتي بك ، وأشعر كأن أجنحة بيضاء نبتت في قلبي .. وأرغب كثيراً في أن تصعد روحي إلى سماء أخرى أكثر بياضاً من هذه التي أنظر إليها كثيراً حين أرحل عن وطني .. على الرغم من السماء هي نفسها ! وعلى الرغم من أن لا وطن لي على الأرض ..
أنا حين أصعد للسماء أشعر بالوجع في قلبي !
أشعر بأنّي بلا وطن ، وبلا أصدقاء ، وبلا هواء في رئتي ..
أشعر أنّ أولئك الذين كانوا يدفعونني للحياة ، دفعوني في الاتجاه الآخر .. ومتّ !

أعلم أنّك ستشعرين بالغضب حين تعلمين أنّي كنت أخبئ عنك تفاصيل صغيرة ، أنّي لا أحدثك عن أصدقائي الذين أخذهم مني الموت ، وأولئك الآخرين الذين أخذتهم الحياة ..
أنا لا أخبرك حين أبكي ! ولا أخبرك بأني اليوم احتضـنت نفسي وبكيت "فقـط لأني عجزت عن البكاء" !
أعلم أنّك ربما قد لا تفهمين لمَ يطـلّ الحزن من عيني كثـيراً ، ولم تبدو عيناي في بعض الأيام "حزينة أكثر من اللازم" !
أنا لا أملك حديثاً أخبرك به لتعلمي لمَ أشتهي البكاء فيك .. ذلك أنّ مجرّد حديثي لك عن الفجائع التي كسرت قلبي ، وعن الأشياء الصغيرة التي تفسد يومي ، وعن الأشياء التي تجعلني حزينة .. هذا الحديث يسرق مني عمراً آخر يا روح ! عمراً قد لا أملكه !



* أنا الآن أقرب مما تظنين للموت ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق