الجمعة، 8 يوليو 2011

.



يوم أنّي رأيت وجهك النيّر قبل "نصف عمر" لم أكن أخشى حينها أن يسرقك مني الموت في حلم .. وأن أستيقظ من نومي بـ اختناق حقيقي ، ببكاء عاجز ، بقلق لم يطفؤه صوتك المبتسم الذي شربته كثيراً اليوم ..

الفراغ الهائل في قلبي ، والوجع الذي لا يمكنني أن أحكيه ! عيناي اللتان تحدقان في كلّ شيء وكأنها تخبر الدنيا أنّ ما حدث لم يكن سوى حلم سيء ، سيء للغاية ! وأني لن أفقدك هكذا .. ببساطة !
لا يمكن لأحد أن يفهم ماذا يعني أن أفقدك ، وأن يكون عمري القادم خالياً منك !
الموت الذي كنت أتندّر عليه ، أحكي عنه كثيراً ، وأجرّب أن يكون صديقي وألا يصيبني في قلبي .. أخذك أنتِ !
من بين كلّ الأشخاص حولي ، الأشخاص الذين لن أشعر بالحزن في قلبي إن غابوا ، الذين لن ينقلب عالمي حين لا يكونون هنا .. التقطك مني ، في الوقت الأطول الذي مضى من عمري وأنت بعيدة عن عيني !
وكأنّي أرى حلمي السيء يخبرني أنّ حياتي الصغيرة التي ظننتها جميلة ، يمكن أن تنهار في أي لحظة ! وأنّ أصدقائي الطيبين يمكن أن يتصعّدوا إلى السماء ، واحداً تلو الآخر ، وعليّ أن أتكئ على قلبي الفارغ عمري المتبقي .. وأن أعيش حياة لا تشبه الحياة التي أعرفها !
كأنّ الأحلام السيئة تخبرني بمدى ضآلتي ، وأنّ موتاً واحداً "مهما كان يعنيني" لن يغير شيئاً على هذا الكوكب !

وجه أمّك المليء بالحزن ، حاجاتك الصغيرة ، قطع الدنيا ، وذاكرتنا ..
ماذا يعني أن تقدم لي أمّك جزءاً منك ؟! أن تتخلى عن حياة ابنتها الباقية وتمدّها لي .. كأنّ جزءاً منك يخصّني وحدي ، كأنها أدركت العطب الذي أحدثه رحيلك المتخيّل في روحي ، كأنّا صرنا بعد هذا العمر . شيئاً واحداً ..

أخبري تلك الأحلام السيئة التي تبكينا ، وتبقي في قلوبنا غصّة كبيرة وعيوناً قلقة تدور في الأرض تبحث عنك .. أنّ الموت إن عبر بيننا .. أني أودّ الرحيل معه قبلك ! وسأفعل ..

هناك تعليق واحد: