الثلاثاء، 19 يوليو 2011

اثر العمر "سـارة" ..



أولئك الذين يحكون للغرباء حديثاً مطولاً عن أصدقائهم ، ويغلفونهم بكلمات لا يشبهها شيء .. أولئك الذين يشعرون في عمرٍ ما بأنّ حديثهم لأصدقائهم انتهى ! وأنه لم يعد هناك شيء آخر يحكونه عنهم .. من أين لهم القدرة على اختزال أصدقائهم في أحرف ؟! واختصار العمر الذي بينهم في "رسائل" ؟!

الآن لما أردت الحديث عنك .. عن قلبك الطيّب الكبير .. غمرني بكاء حلو !
لأنّك لا تختصرين في حديث ، لأنّي أعجزّ عن طيّ العمر معك في حديث يقرؤه غرباء عنا … غرباء لا يدركون كيف كانت الصباح العذب يفرد لك جناحاته ، لا يدركون كيف كنّا ! وكيف كنت صديقة تقدر أن تكون لي أكثر من قلب ، أكثر من روح ، وأكثر من ذاكرة .. لا يدركون شكل ابتسامتك ولا كيف يمكن أن تكوني طيّبة كالملائكة ..
الآن أدركت ، أنّك الوجه الباقي من الأصدقاء .. الذين يسرقون من العمر حديثاً مطولاً ، ولقاءاً برائحة عطر تميّزه حواسّي ، فقط لأنهم كانوا قلقين من حديثي الأخير ، القصير جداً !

الأمر أنّ يدي تؤلمني لـ كثرة ما كتبت رسائل أخبرك فيها أني أخشى أن أعجز عن الحديث ، أن لا أقدر على الكتابة بعد الآن ! وأنّ عليّ أن أعزّي نفسي في يدي بعد كلّ حديث وأستعدّ لأن أقضي العمر الآخر بلا رئة ، بلا قلب ، بلا أطراف دافئة .. وكأنّ ما نحتاجه لأن نكتب هو "عشرة أصابع" !
الأمر أني أخاف أن أسألك : هل تدركين الوجع الحقيقي ؟! هل فشلت في إخفاء إسقاطات القلب عن عينيك ؟!
هل وقعت أنصاف ابتساماتك ، وأنصاف أسئلتك في الفراغ العميق في قلبي ؟!
وأخبرك أني لست يتيمة ! وتبتسمين .. كأنك تخبريني بأنّك ظلّ قلب ، بأنّ يدك الغضّة قريبة ، وأنّك تملكين كلّ ما يلزم لتزيلي الأشياء السيئة من قبلي .. رغم اليتم ورغم الحياة التي آذتني ، رغم الأصدقاء المعطوبين ، ورغم الأصوات التي بحّت دون أن تكمل أغنيتها الحزينة !

وأنا أخاف أن تموت الفتاة الصغيرة التي تحكي حكايتها فيني !
أخاف أنّ أتعلّم الصمت !
أخاف أن أغيب مثل تشرين !
أخاف أن أتآكل من الحزن والوحدة !
أخاف .. لأنّ أطرافي باردة وكلّ الأشياء تذوب ، إلّاي !

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق