الخميس، 14 يوليو 2011

تحشرني الحياة في زوايا ضيقة !




الآن أشعر أن رئتي تلتصق بالجدار ، أو أنّ الجدار ينهار على رئتي .. الجدار الذي لا يزعج غيري .. ولا يراه غيري !
يصدر التنفّس في رئتي أزيزاً مزعجاً مرهقاً يعجن ليلي ليطول أكثر مما يجب .. لأعجز عن الموت ، وأعجز عن الحياة ، وأعجز عن النطق !
أتكوّر على نفسي وأقلب بكائي ذات اليمين وذات الشمال ، وأدعو أن تحدث معجزة قبل أن تشرق الشمس وأستيقظ على ذات الحياة التي آذتني !
في الأيام السيئة مثل هذه .. أشتهيك تعود إلى الحياة ، أشتهي أن أخبرك ما الذي يحدث .. لأنّك وحدك تقول الأشياء التي يجدر بك قولها ، الأشياء التي تجعلني أكثر هدوءاً ، أكثر أماناً ، وأقل حزناً ، لأنّك وحدك تفعل الأشياء الصغيرة التي تذوّب غصّتي في ماء الفجر البارد ..
لكنّك ميت وهم لا يشعرون ! والعصفور في قلبي الصغير ما عاد يغنّي !
صرت كلّ ليلة أحفر رئتي قبراً للعصفور ، أختنق ويضيق بي الهواء ، أرفع رأسي أبحث عن جهة خامسة .. إلى السماء أقرب ، أبحث عن سماء قطنيّة أتعلّق بها وأرحل عن هذه الأرض السيئة ، لألتقيك .. لأخرج الأشياء الحزينة من قلبي وأرميها لتتساقط مطراً على حيّ فقير .. ليضحك الأطفال على الأشياء التي تحزنني ، ليسخروا من بكائي .. لئلا يفهموا ، أنّ ثمة ميّت يلقي عليهم نكاتاً لا تدفع إلي الضحك !

تموت أكثر الأشياء الجميلة التي كانت في قلبي ، أسقط من جوف الكثيرين ، ويسقط آخرون من جوفي ، ولا أزال أخجل أن أخبر أمي أنّي أشتهي هدية في صندوق أصفر كبير .. لتخبرني أنها تحبني كما أنا ، لتخبرني أنّها تصدقني ، وأنّ أصواتهم المقرفة لا تصل آذانها الطيّبة !

هكذا تكون الوحدة يا صديقي ، حين تخلو من الأصدقاء ، من قلب أمّك ، من الحديث والهواء والحياة والصباح !
حين لن يخبرك أحد بأنه لا يجدر بك أن تموت .. حينها فقط تكون وحيداً كيتيم ! لتسخر منك الدنيا ، لتذكرك بما أنت "تماماً" لست عليه ! أنت لست إنساناً يستحق الأشياء الجميلة في نظرها ! أنت نصف …. وتشرق الشمس ولا زلت حيّة !

هناك 3 تعليقات:

  1. جميييييييييل جداااااااااا

    ردحذف
  2. هل ستعودين لهذه المدونة؟

    ردحذف
  3. منذ سنوات ادخل واقرا بصمت.. راجيا ان اعود يوما لاجد ماهو جديد.. ظلت المدونة في المفضلة سنوات ولم تعودي..

    ردحذف