الثلاثاء، 7 يوليو 2009

سمآويّ ..

دوماً كان يبدو مختلفاً عنهم ..
مختلفاً كثيراً !!

لــدرجة تجعله يفكر أغلب الخيبات .. بأنه ربما كان ينتمي لعالم آخر .. وأناس آخرين ..

وكان ينتظر فقط أن يقولوها له صريحة : لست منا !!

.. أن تشعر بأن كل أصابع التهكم تشير إليك بسخرية مريرة .. وتصم آذانك ضحكاتهم الهازئة .. شعور يحرقك .. ويدفعك لنهاية واحدة .. "الفناء" ..

هذا الاحتراق .. قد يكون عاصفاً .. وبلا معنى .. فلا يورث سوى الدخان الخانق !!
وقد يكون هادئاً .. بطيئاً .. يورث لنا ضوءاً دافئاً .. كـ شمعة ..

صاحبنا قرر الصعود إلى السماء بروحه وقلبه .. وتركهم .. بكل وحشيتهم .. يعيثون في الأرض فساداً ..

كان سماوياً كثيراً !!

كان يعلق آماله بربه .. ويصعد إلى أمنياته خطوة خطوة .. ببطء من يخاف السقوط ..
لطالما كان يكره السقوط !!
ويمقت الهاوية .. وكل ما هو "أسفل" ..

حين تتحين الفرص له دفعةً واحدة .. كان يعرض عن بعضها .. ويقنع نفسه بعدم جدوى البعض .. يسكنه خــوف من فقدان الأشياء الجميلة .. كان متورطاً بالأشياء الجميلة فقط ..

خوفه من أن تهوي به الأحلام في واد سحيق .. كلفه كثيراً من الحذر .. كان ينفقه كل يوم بإسراف ..

صاحبنا كان يشعر بأنه جمرة مشتعلة .. يحفها الرماد من جميع الجهات ..
هذا الرماد يخنقه / يضايقه / يثقل كاهله ..
وكان عليه أن يوقد همته بقوة أكبر ليبعد عن اشتعاله رمادهم الخانق .. أو أن يستسلم لرمادهم .. وينطفئ نوره بين ركامهم !!
كان يشعر بأن عليه أن يجاهد كثيراً ليبقى في وجه سياط كلماتهم اللاذعة ..

كل الأبواب التي يدفعونه إليها .. لم يكن يوجد خلفها سوى النهايات ..
إلا أنه كان يتظاهر بضياع المفاتيح التي يمدونها له .. ويرهقه البحث عن مفتاح واحد يعرفه جيداً .. لباب واحد لا يزال يبحث عنه .. لا يعلم أصلاً إن كان موجودا فقط في أحلامه أم له مكان في واقعه الصغير ..

ذات فجر ..
ذرف صاحبنا دمعة كانت غشاوتها تحجب عنه الرؤية الصادقة ..

وجد مفتاحه ..
وجد أبواب جنته كلها مفتوحة ..
وجد أحبابه كلهم حوله ..
وجد الحياة أعذب من أن نتوحد بأسى بعيداً عنها ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق