الثلاثاء، 7 يوليو 2009

حنّيت !


أولئك الراحلون بأرواحهم إلى سماوات أخرى .. بدا بعدهم من القداسة بمكان لم نعد نجرؤ فيه على أن نكون قريبين منهم بشكل من الأشكال ! للسماوات حرمتها يا صديقة ، وأنا التي صرت أحدق في السماء طويلاً مؤخراً ، ويوجعني حقيقة أني لا أعرف حتى في أي واحدة من السبع أنت !

كيف نقتسم التفاصيل الأرضية مع من هم في السماء ؟! هل من الغباء أن أقضي الليل بطوله أبوح لك ؟! أو هل من السذاجة أن أنسى كيفية الفرح "ولو مؤقتاً" حنيناً لك ؟!

.. منهك هو الاشتياق للموتى ، إذ ليس ثمة طريقة لأن نحتضنهم ، أو نصل إليهم ، أو نسمعهم نحيبنا ، أو يروا آثار بكائهم في أعيننا .... يظل رثاء الأموات بارداً كأجسادهم ! موجعاً لدرجة أنك مهما بلغت من الحزن أقصاه ... لن تصل روحك حتى لأطراف السماء الأولى .. حيث هم "فوقك" بكثير !
يقتلك الحزن على الموتى .. ولكن دون أن يأخذك إليهم !
حين تبكي الأموات .. عليك أن تعتاد البكاء "المريض" الذي يجب ألا يلحظه أحد ، ولا يمسك أطرافه أحد ، ولا يدوسه أحد !

.. أخبرتك مراراً : لا تزرعيني في جنتك ! .. لست سوى مضغة من "حــــزن" ، ولا أصلح إلا له .. الفـرح لا يناسبني ! .... ولم تصدقي بأن أحداً لا يليق به الفرح !
.. وكانت هداياك ، قطعاً من نور ! وصارت كل الصباحات تحتفي بك ، ومن حيث لا أعلم .. بلغت من القلب مكاناً قصياً !

... ثم صــرت لا أملك للصباحات ذاكرة !

كل تلك القطع اللذيذة التي أهديتني إياها ، بدا بعد ذلك أنها تحاول كثيراً أن تدفعني للحياة .. وكأنها كانت حريصة على أن أعيش بخير "بعدك" !!
.. أجمل ما في الأمر : أنك رحلت وأنت متأكدة بأنه لن يجرؤ أحد على أن يخدش يقيني بك .. ذلك اليقـين الذي فقد ( كل شيء ) بعدك ! وصار يوبخني على النبض ، وعلى الفرح ، وعلى الحب ، وحتى على التلذذ بصباح مخملي رائق !صار اليقين يوجعني أكثر من أي شيء .. ويؤذيني أكثر من أي شيء .. هنا فقط : حين يكون الصدق هو كل ما نملك ، وأقسى ما نملك !




خارج النص /
.. هل صحيح بأن الموتى لا يشغلون أكثر من سنة في حياة الناس ؟!!
) :
حنّيت !

هناك 3 تعليقات:

  1. عجيبٌ هو أمرك !!
    تتشبثين بالسماء رغم علمك ويقينك بأنك لن تصلي ولا حتى السماء الأولى .
    نحن لآ ننساهم من السسنة الأولى ، ربمآ من الأشهر الأولى ، لكن ليس ذلك فيه خيآنة لهم أو عدم مبآلآة !!
    فقط
    لنرتآح ونريحهم .!
    ذهبوآ محلقين نحو السماء حتى يتسع لهم المجال بأن يرتاحوا من هموم هذه العجوز المتسلطة إلى أن نلحق بهم .!
    ولربما بأكثر سرعة منهم ، لأننا فقط
    اششتقنا لهم .
    أسكنيهم في ذهنك دآئماً، لكن آحذري أن تملأيه بالسكان ..!

    فآصلة بيضآء .
    حقيقة ، حروفك تصطف بششكل متنآسق ورآئع

    ردحذف
  2. أبقي قلبي معلقاً بالسماء لأظل قادرة على التنفس ..
    الأرض لزجة جداً ، ومظلمة .. قد أقع وقد أنسى أن أتنفس حتى !

    لي ذاكرة عصية جداً على النسيان يا ليلى ، كلّ التفاصيل تلتصق بي / كلها !
    هم في ذهني دائماً ، وصدقيني : قلبي فارغ أكثر من اللازم !
    ( :


    فآصلة أشد بياضاً /
    رائحة عطرك تملأ المكان يا أنيقة ~

    ردحذف
  3. منذ زمن بعيد وانا ادور في طيات الاشعار علي شعر يشبهني علي احساس يعبر عني .واخيرا وجته فشكرا هدوء مزعج شكرا علي كلماتك راقية واحساسك جميل

    ردحذف